رحلتي مع التعلم والتعليم

رحلتي مع التعليم والتعلم

أعزائي، أنا سعيد بأن أكون مؤسسًا لأكاديمية رحال الدولية لذا أقدم لكم رحلتي في التدريس وفلسفتي للتعليم في هذه السطور. أنا حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها. لقد عملت في تدريس اللغة العربية لما يقرب من 16 عامًا في المدارس الابتدائية والثانوية في كل من بلدي الأم اليمن والصين. في مسيرتي التعليمية عملت مع أطفال من سن الرابعة إلى سن 18 ومع أطفال من خلفيات ثقافية وقدرات تعليمية مختلفة حيث قمت بتدريس اللغة العربية للناطقين بها وكلغة ثانية لغير الناطقين بها.

كانت سنواتي الخمس الأخيرة مليئة بالتحديات والإثراء حيث قضيت هذا الجزء من حياتي المهنية في الصين حين قمت بتدريس اللغة العربية في إحدى مدارس البكالوريا الدولية (IB) ، و في تلك السنوات الخمس تعرفت على أحدث فلسفات ومنهجيات تدريس البكالوريا الدولية، وكان عليّ أيضًا استيعاب الاحتياجات التعليمية لمجموعة متنوعة جدًا من الأطفال ذوي القدرات والخلفيات والاهتمامات المختلفة في اللغة. تضمنت مسؤولياتي تطوير البرامج اللغوية لهذا المجتمع الطلابي المتنوع مع التأكد من إعطاء الطلاب ذوي الاختلافات الفردية الاهتمام الكافي وفق معايير البكالوريا الدولية الصارمة.

خلال الفترة التي أمضيتها كطالب مدرسة أحببت العمل في الأنشطة اللامنهجية، وفي مسيرتي المهنية واصلت شغفي “الإضافي” في التعلم، لذا في المدارس التي عملت بها، انضممت بحماس وشاركت في تنظيم الأنشطة الصفية والمدرسية مثل الأحداث الثقافية والتعليمية والرياضية. كما أنني أشرفت على رحلات تخييم ميدانية بتكليف من البكالوريا الدولية لطلاب المرحلة الابتدائية.
وتجاوز عملي في التعليم مباني المدرسة لتثقيف المجتمع الأوسع، وشمل هذا كتابة مقالات في مجلة عربية محلية في الصين وإصدار عدد تجريبي من مجلة للأطفال تستهدف متعلمي اللغة العربية في مجتمعات المغتربين العرب حول العالم.

أعتقد أن هدف المعلم هو تعديل أساليب التدريس لديه لخلق الحافز لدى الأطفال ليكونوا متعلمين مدى الحياة، وفي عالم اليوم يعد المعلم أحد مصادر المعرفة ولكنه ليس مصدرها الوحيد.
اختبرت جائحة Covid-19 حقيقة هذا بداخلي مثل كل المعلمين في جميع أنحاء العالم، كان عليّ التكيف مع واقع جديد تمامًا، حيث كان التدريس عن بُعد تحديًا لم أواجهه من قبل، لذا اضطررت إلى تعديل أسلوب التدريس والمنهجيات وتنسيقات الدروس وأدوات التدريس. منذ بداية الوباء قدمت ما يقارب من 400 درس للطلاب في مدن ودول مختلفة حول العالم سواء كجزء من المدرسة التي عملت بها أو بشكل مستقل حيث استفدت من استخدام برامج التعلم عن بعد والتطبيقات الرقمية المتنوعة التي تخدم تعلم العربية.
بصراحة إنجازاتي في تعليم الأطفال لم تكن نتيجة جهودي الفردية. لقد كنت محظوظًا طوال مسيرتي المهنية مع زملائي الاستثنائيين الذين ساهموا بشكل كبير في نجاحاتي، حيث تعلمت أكثر من أولئك الذين كانوا مختلفين عني في الأسلوب وطريقة التفكير، وكلما ساد التعاون مع مجموعة متنوعة من المعلمين كانت النتائج تفوق توقعات أي شخص.
أنا مقتنع بأن العمل في بيئة متنوعة ومليئة بالفضول وصعبة تجلب الأفضل للإنسان حيث ينشط، ويزيد من خبراته في التدريس، ويطور مهاراته. لذلك أنا هنا في أكاديمية رحال الدولية.
مع أطيب التحيات
علي أمين