هي وحدها دون غيرها ما زلت أذكرها مما كان يحكي لي عمّي في حياة الطفولة، أذكرها زماناً ومكاناً، أما الزمان ففي المساء الجميل قُبيل أن أخلد للنوم على فراشي المريح من عناء يوم قضيته في اللعب ولربما بعد ذلك في المدرسة، وأما المكان فعلى سطح بيت جدتي ومع نسمات الريف العليلة حيثُ كانت تُحكى لي قصة. – إنها القصة ياسادة هي التي مازال الجميع يذكر حكايتها منذُ الطفولة ولربما نذكر أن من أفضل معلمينا من كان يمتع مسامعنا بقصة.
⁃بهذا تولدت قناعتي بأهمية القصة وبها بدأت مشواري التربوي، وكانت أسلوبي الأمثل الذي وجدت فيه متعتي لا لأستخدمه في تقديم درسي فحسب بل لأغرسها في قلوب طلابي قراءةً وكتابة. ⁃اليوم ازدادت قناعتي بأهميتها حين التحقت بالعمل في التعليم الدولي ووجدت فيه القصة والرواية شيء أساس لتعلم اللغة بل يكاد يكون الاعتماد الرئيس عليها.
⁃إضافة لذلك فالقصة تغرس قيمة لدى الطفل وبها تولد القناعات نحو السلوكيات والاتجاهات وهي كذلك متعةٌ لخياله حيث يسبح في أفكاره واهتماماته ولربما من خلالها تظهر لنكتشف ما الذي يهم الجيل ويطغى على تفكيره، كما أنها تحفظ للأطفال هويتهم ومعتقداتهم التي يؤمنون بها.
⁃الأطفال قادرون أن يكتبوا القصة ولتكن البداية من تدوين ذكرياتهم ويومياتهم لتجدهم يوماً ما يكتبون عن الخيال بجمال وفن بل وبمتعةٍ.
⁃في الأخير هي دعوةٌ لي ولكم أعزائي لأن تكون لنا في بيتنا مكتبة من القصص التي تناسب أعمار أطفالنا واهتماماتهم.
⁃هي دعوة لزملائي المعلمين لزيادة الاهتمام بالقصة لطلابكم قراءةً وكتابة مثلما تستخدمونها أسلوباً.
⁃هي دعوة لمدارسنا أن تكون للمكتبة حيزاً من كيانكم وللقصة والرواية فيها مكانٌ ومكانة، وإن وجدت المكتبة فلزاماً من تخصيص الحصص لها وأن تكون محتوى كتبها وقصصها موزعة لمستويات تتناسب مع أعمار طلابنا لا أن تكون مليئة بالمجلدات التي لا تناسب قدرات الطلاب الاستيعابية واهتماماتهم.
معاً لنخلق أجواء الإبداع والمتعة لأطفالنا.